زالين الغريبة
زالين الغريبة
كانت أزقة البلدة وساحاتها مليئة بضجيج الأطفال, يمرحون
ويلعبون في مجموعات متفرقة.البعض منهم كانوا يلعبون بكرة القدم والبعض الآخر لعبة
الغميضة والقفزعلى الحبل وآخرون يلعبون بالدّحل وآلعاب آخرى.هكذا يقضي الأطفال
غالب أوقاتهم في أيام عطل نهاية الأسبوع والعطل الصيفية بهذه الرتابة.وضجيج أصوات
الأطفال الحيوية يملىء سماء البلدة, يسمع في كل مكان.ولم يكن الملل بعيداً أحياناً
عن هذه الأجواء.وكان النهرالصغيرالقريب من البلدة أيام الصيف الحار منبع سعادة
آخرى للأطفال يذهبون للسباحة فيه يتلذذون بماءه العذب الذي يذيل عن أجسادهم حرارة
الشمس.ولا يعود الأطفال إلى بيوتهم إلا عند حلول مغيب الشمس,وتناول العشاء مع
الأسرة.
كان توما ونينورتا طفلين مهذبين ولطيفين ومجتهدين يحبون
المدرسة, وهم كبقية الأطفال يحبون اللعب مع أصديقائهم ويشاركونهم في أغلب الألعاب.ولكنهم
كانوا يرغبون أن يكتشفوا آشياء آخرى في محيط بلدتهم الهادئة المليئة بالنشاط
والعمل المضني.
توما ونينورتا يقضون بعض الأوقات الجميلة باللعب مع
أصديقائهم كل يوم.وبعد ذلك يبدأون رحلة الأكتشاف والمغامرة بين آزقة البلدة
والبساتين والحدائق المتناثرة بكثرة حول البلدة.وكان مكانهم المفضل حديقة جميلة
مليئة بالأشجار المثمرة والأزهار البديعة وأعشاب وشجيرات كثيفة.وفي وسط الحديقة
كان هناك بيت كبير ذات طابقين أزرق سماوي,وكانت آلون قوس قزح ساطعة على الواجهة
الأمامية للبيت وسمى الأخوين توما ونينورتا ذلك البيت الجميل " بيت قوس قزح"بالرغم
من جماله إلا أنه كان مهجوراً لم يسكنه أحد من الناس.في كل يوم كان توما ونينورتا
يقصدون تلك الحديقة الجميلة يستمتعون بجمالها الرائع.وفي كل يوم بعد أن كانوا يمضون
وقت ممتعاً باللعب مع أصديقائهم.كان توما ينادي نينورتا وأحياناً نينورتا تنادي
توما هيا بنا نذهب إلى رحلتنا الأستكشافية, لقد أكتفينا من هذه الألعاب.ثم ينطلق
توما ونينورتا نحو تلك الحديقة المهجورة الملاصقة للحي الشرقي للبلدة.وعندما كانوا
يصلون عند آسوار الحديقة المهجورة, وكلعادة يمعنون النظر بحذر إلى الداخل للتأكد
من خلو المكان من الناس.وكانوا يتسللون إلى الداخل عبر فتحة ضيقة في سور الحديقة.
كانت رحلتهم الأستكشافية هذا اليوم ليست كما الأيام الآخرى.وبينما كانوا يمعنون
النظرمن خلال السورإلى داخل الحديقة,أندهش توما ونينورتا بما شاهدوه.إذ بطفلة
صغيرة حمراء الشعروالبشرة برفقة حصان مبرقع غريب اللون وقرد يقفز قفزات رشيقة من
فرع شجرة إلى آخرى, ثم يجلس على كتف تلك الفتاة الحمراء وطائر الببغاء يصرخ من حين
لآخر.كانت الأعشاب والأزهارحول شجر التفاح والكرز سحقت تحت الأقدام جراء السيرعليها.نينورتا
تتسائل بصوت هادىء فيه شيء من القلق من تكون هذه الفتاة الغريبة؟ وتضيف: متى
أنتقلت هذه العائلة إلى هذا البيت؟ فيرد توما لا أعلم !علهم آتوا البارحة!وبصوت
واحد يقول توما ونينورتا ربما خسرنا مكاننا المفضل؟
وبينما هم يستفسرون من بعضهم البعض بدون أن يكون لهم
جواب حقيقي,إذ بتلك الفتاة الحمراء الصغيرة تقوم بحركات غريبة لم يشاهدوها قط من قبل.كانت تقفز قفزات عالية تقطف تارة تفاح
أحمر معلق على أعلى فرع من الشجروتارة
آخرى تراها تقفز قفزة عالية جداً تقطف ثمار الكرز من على شجرة الكرز العالية
جداً.فزادت دهشتهم بما شاهدوه وبما تفعله هذه الفتاة الصغيرة الحمراء.وزاد فضولهم لمعرفة
المزيد عن هذه الفتاة الغريبة.ونادى توما بصوت يكاد لا يسمع :أيتها الفتاة الصغيرة
من أنت؟وقبل أن تجيب تلك الفتاة بأي شيء,تبادر هي بالأسئلة من أنتم وماذا تريدون؟
قال: أنا إسمي توما وهذه أختى... وقبل أن يقول ما أسم أخته تجيب: أنا إسمي نينورتا
بصوت هادىء يشبوه شيء من الخوف.وماذا تريدون ؟ فيرد توما ونينورتا سويا بصوت واحد
نأتي إلى هنا في أغلب الأيام نلعب ونقطف بعض الثمار نسكن في الحي الشرقي المجاور
لهذه الحديقة.نادتهم الفتاة الصغيرة الحمراء تعالوا أدخلوا إلى الحديقة وبعد ذلك
تقدموا بخطوات بطيئة يشوبه الحذر نحوتلك الفتاة الصغيرة.
وعندما أقتربوا منها قالت بصوت الواثق من نفسها أنا إسمي"
زالين" سألتها نينورتا بصوت هادىء ماذا تفعلين هنا؟ هل انتقلتم إلى هذا البيت
مع إسرتك؟ أجابتها " زالين" تقصدين متى أنتقلت أنا لهذا البيت ؟ أنا
" زالين"صاحبة هذه الفيلا.فتقول نينورتا أنا وأخي توما أطلقنا على هذا
البيت الجميل إسماً يليق به "بيت قوس قزح"بسبب ألوانه الجميلة,هل يرضيك
ذلك,فترد " زالين" حسناً لنسميه " بيت قوس قزح".فيتسائل توما
مرة آخرى هل أنت مع والديك ؟ وهل لك أخوة ؟ فترد " زالين" بصوت عال ولكن
بدون غضب.لقد قلت لكم بوضوح أنتقلت إلى هذا البيت أسكن فيه مع الحصان وأسمه "
سيسيو" والقرد واسمه " قوفو" والببغاء اسمه " ببغو" هذا
هو مسكننا.
كان لتوما ونينورتا كم هائل من الأسئلة لأنهم تفاجئوا في
رحلتهم هذه باللقاء بهذه الفتاة الغريبة واصديقائها الغرباء.ويستمر توما في طرح
الأسئلة ومن أين لك هذا الحصان المبرقع الجميل لم نرى مثله من قبل أبداً؟ مبدياً
إعجابه الشديد بالحصان.وما كادت أن تجيب على سؤال توما حتى بادرتها نينورتا بالسؤال
التالي ومن أين لك الببغاء وقبل أن تكمل السؤال عن القرد قالت زالين بصوت حازم ,الحصان والقرد والببغاء ليسوا من
السويد.هي من بلدان بعيدة جلبها لي والدي.يسأل توما وماذا يعمل والدك ؟ والدي بحار
قبطان سفينة تجارية ضخمة يبحر إلى كل قارات الكون ولا يأتي إلى البيت إلا بعد مضي
أشهر طويلة وأحياناً بعد عام. ولذلك ترك لي مبلغ كثيرمن المال, من العملات النقدية
الذهبية فأنا غنية جداً.كانت نينورتا غير مكترثه لسماع هذا الكلام بل ملهفة لمعرفة
المزيد وبسرعة قصوى عن هذه الكائنات اللطيفة. وبدأت نينورتا بطرح السؤال وهي فاقدة
شيئاً ما للصبر,ولكن الحيوانات... وقبل أن تكمل طرح الأسئلة, أجابت زالين: بصوت
حازم لا تقاطعيني سيسيو آشتراها والدي من الهنود الحمر ماذا تقولين ؟ الهنود الحمر!
وهل هم حمر حقاً؟ ترد زالين بكل تأني نعم أنهم حمر بشرتهم حمراء مثل بشرتي, ولكن
بدون نمش كما تشاهدين على بشرتي.أين هم الهنود الحمريسأل توما ؟ الهنود الحمر
يعيشون في قارة أمريكا الجنوبية فتدند نينورتا بصوت منخفض فإذاً هناك قارة آخرى
تدعى قارة أمريكا الشمالية, ولكن لم يكترث أحد ما قالته.وتستمر" زالين"
وتقول :وقوفو جلبها أبي من قارة أفريقيا,نينورتا تضيف رأيها بهذا المخلوق قوفو
وتقول: أنه لطيف جداً.وببغوجلبه والدي من غابات الأمازون وهناك أصناف آخرى قال لي
والدي تعيش في جنوب شرق آسيا في جزر المحيط الهادي وكعادتها لم تستطع نينورتا
الفضولة إلا أن تبادر بسؤال آخر وأين هي دولة الأمازون ؟ ترد زالين وكأنها فقدت
شيئاً من صبرها ولم يظهر هذا على وجهها وأنما في نبرات صوتها ولكنها تجيب الأمازون
ليس بلد, الأمازون غابات كثيفة تقع في قارة أمريكا الجنوبية على محازاة نهر
الأمازون الطويل جداً جداً.يجب أن يقطع المرء مسافات طويلة بالسفن لأسابيع وشهور
حتى يصل الإنسان إلى هناك.نينورتا فهمت الآن. ولكن توما ونينورتا كانا يرددان في قرارة
أنفسهم أمازون, هنود حمر, أمريكا الجنوبية جنوب شرق آسيا, أنهم تعلموا آشياء كثيرة
وسمعوها من هذه الفتاة الغريبة زالين ما لم يسمعوه في المدرسة من المعلمة.لقد مال
الشمس إلى الغروب وحان وقت الذهاب إلى البيت قال توما ونينورتا علينا الذهاب إلى
البيت علينا ألا نتأخرأهلنا بإنتظارنا .وقبل أن ينطلقوا للذهاب إلى البيت قال توما
كنا نقضي وقت ممتع في هذه الحديقة واليوم اللقاء بك في هذه الحديقة كان أكثرمن
رائع وحديثك الممتع زاد نفوسنا سروراً عظيماً, هل يمكننا أن نأتي غداً ؟
فترد زالين بالطبع يمكنكم أن تأتوا ونصبح أصديقاء نلعب
ونتسلى مع بعضنا البعض,ونتحدث عن أشياء كثيرة.إذاً إلى اللقاء غداً!. وأسرع توما
ونينورتا إلى البيت قبل أن يحل الظلام عليهم. وعند الجلوس حول مائدة العشاء قص
توما ونينورتا عن لقائهم لوالديهما عن اللقاء بتلك الفتاة الغريبة زالين وابدى الوالدين إستغرابهم من قصتها وكيف
تعيش لوحدها في ذلك البيت الكبيروقوتها .
وفي اليوم التالي وبعد الإنتهاء من دوام المدرسة كان
توما ونينورتا كما الأيام السابقة يشاركون أصديقائهم من أطفال البلدة في اللعب في
ساحات وشوارع البلدة.ولكن اليوم أنهى توما ونينورتا اللعب مع أصديقائهم بوقت أبكر
كانوا مسرعين ومتشوقين للقاء بتلك الفتاة
الغريبة زالين. وما أن أقتربوا من آسوارحديقة بيت قوس قزح لمحوا زالين تنتظرهم مع
سيسيو وقوفو وببغو( الحصان والقرد والببغاء).نادتهم زالين هيا أدخلوا لنتجول معاً
في الحديقة.وأثناء سيرهم بين الأشجار المثمرة والأزهار تأشرزالين بإصبعها هذه شجرة التفاح وبالقرب منها شجرة
الإجاص وتلك شجرةالكرز وهذه وردة الزنبق وتلك
وردة الجوري وهذه شجيرة الياسمين وهناك على طرف السور بعض أشجار السنديان. وكان
قوفو مرحاً لا يتوقف عن الحركة يقفز من شجرة لأخرى وكان ببغو يطير فوق رؤوسهم ويضع
أحياناً على شجرة الكرز ثم يقرض بمنقاره القوى ثمار الكرز.وكان توما ونينورتا يستمتعون
بالسير والحديث مع زالين. ويقول توما: بينما كنا نسير بين الأشجار والأعشاب الكثيفة
كانت أقدامنا تتعلق بالأعشاب الكثيفة وبجذور الأشجار الظاهرة فوق سطح الأرض.وسيسيو
يرعى من أعشاب الحديقة الكثيفة وكان قد سبقنا على بعد بعض الأمتار يسير أمامنا,وفجأة
وقع في حفرة كانت مغطاة بالأعشاب الكثيفة ولم يستطع الخروج منها.وإذ بنا نشاهد في
لمحة بصر كيف قفزت زالين إلى الحفرة وحملت الحصان
وأخرجته من ذلك المأزق.فأصابنا الرعب من هذا المشهد الغريب.سأل توما وصوته
يشوبه بعض الخوب كيف أستطعت حمل هذا الحصان الكبير؟ فترد زالين بنبرة فيها ثقة
بالنفس ألا تعلم بأنني أقوى طفلة في الكون!؟وتستمر في الحديث وتقول أستطيع حمل
أشياء ثقيلة أكثر.فأزداد إستغراب توما ونينورتا بما شاهدوه وكلامها عن مقدرتها
بحمل الأشياء الثقيلة.كان توما ونينورتا يرددون في نفوسهم هل يعقل هذا,هل هذه الفتاة
هي مثلنا؟ وإذا كانت مثلنا فلماذا لا نستطيع فعل ما تفعله؟ هي ربما أتت من كوكب
آخر,وقد حدثتنا المعلمة مرة من المرات ربما يكون هناك مخلوقات آخرى في كواكب
نظامنا الشمسي أو ربما أبعد من ذلك,هل هي واحدة من تلك المخلوقات؟.ولكنهم لم
يتجرأوا النطق بذلك ولا أن يظهروا بأنهم يفكرون بأشياء غريبة.كانت زالين تقص عليهم
حكايات غريبة لم يسمعوها من قبل فيتسائل توما ونينورتا من أين لك هذه الحكايات
الغريبة التي لم نسمع مثلها من قبل.فتجيب بالطبع لم تسمعوا مثلها هل والدكم بحار
كوالدي الذي يقطع بحار ومحيطات الكون ويلتقي شعوب وثقافات وبشر يتكلمون لغات
مختلفة,فعندما يأتي يقص لي كل هذه القصص الغريبة التي لم تسمعوها من قبل.فترد
نينورتا وتوما بصوت منخفض والدنا فلاح مجتهد يقص لنا حكايات البلد عن الأرض
والزراعة وقصص الأجداد القدماء,وتقرأ أمي كل ليلة حكايات الأطفال لنا قبل النوم.
كانت الشمس تقترب من الغروب وما زالوا يسيرون ويتبادلون
الأحاديث والأختفاء وراء الأشجار والأحراش وأحيانا يرمون بعض الثمارالمتساقطة من
الأشجارعلى بعضهم البعض بلطف.وتنادي زالين هيا بنا نذهب لقد تعبنا لم تروا حتى
الآن منزلي من الداخل, فيرد توما ونينورتا بكل سرور, يذهب الجميع سوياً إلى داخل
البيت الكبير كان السقف عال والدرج عريض من الداخل نحو الطابق الثاني. وكان الطابق
السفلي مساحته واسعة فيه المطبخ وأثاث البيت قديم ولكنه كان مصنوع من خشب البلوط
ومنظره رائع.جلس كل واحد منهم على أريكة مريحة وبعد قليل قالت زالين: سأحضر لكم
بعض الفطائر لنأكل سوياً. فتسألها نينورتا وهل تستطيعين تحضيرها, فتجيب بالتأكيد أنا أستطيع فعل أشياء
كثيرة وأنا أتدبر أموري بذاتي من الطبخ والغسيل والتنظيف وأصلاح بعض الأمور حول
البيت.
تحضر زالين
الفطائر,والقرد جالس على كتفها وسيسيو واقف في أحدى زوايا المطبخ تحت الدرج المؤدي
إلى الطابق العلوي وببغو قد حط على ستارة شباك الصالون ينتف بمنقاره بين ريشه
الزاهي.
وبعد أن تحضر زالين الفطائر يشارك الجميع في الأكل, توما
ونينورتا إستساغا طعم الفطائر ورددا سوياً بصوت واحد إنها لذيذة حقاً لم نذق مثل
هذا الطعم من قبل, فيرددون لذيذة لذيذة جداً.وبعد تناول الفطائروشرب كل واحد منهم كأس من الحليب,شكروا زالين على كرم الضيافة.
نظر توما من نافذة الصالون المطل نحو الجهة الغربية شاهد
الشمس تميل نحوالغروب فقال علينا الذهاب إلى البيت.كانت زالين قد سمعت في هذا
اليوم كثيراً من نينورتا وتوما عن البلدة وسكانها وعن أطفال المدرسة والمديرة
والمعلمين وآشياء آخرى كثيرة.
وقبل أن ينطلقوا نحو باب الحديقة العريض سأل توما هل
ستأتين إلى المدرسة غداً, فترد زالين بلغة حاسمة لا,لا أحتاج المدرسة أنا أعرف كل شيء.فتسألها نينورتا إذاً تعرفين
القراءة والكتابة فترد زالين بلغة صارمة ,لا اعرف القراءة والكتابة أنني لم أذهب
إلى المدرسة من قبل مطلقاً.يقول توما حسناً بإمكانك أن تزورينا في المدرسة
لتتعرفين على أصديقائنا والمدرسة والمعلمين والمديرة.تقف زالين لحظة صامته لا ترد
على توما, ثم تقول سأزوركم مرة من المرات ولكن ليس غداً سنرى فيما بعد.
ذهب توما ونينورتا إلى البيت وبدأ شيء من الظلام يخيم
على البلدة رويداً رويداً. وفي المساء جلست العائلة حول مائدة العشاء وبدأ توما
ونينورتا يقصون ما شاهدوه وما فعلوه وما جرى لهم مع زالين الطفلة الغريبة.فكان
الوالدين معجبين بما سمعوها عن هذه الطفلة الخارقة, والتي هي ليست كبقية الأطفال
أنها غريبة حقاً.
تمر الأيام وبدأ الطقس يميل نحو الشتاء البارد وبدأت
تتساقط الأمطار ثم الثلوج , ولم ينقطع لقاء الأطفال في القرية لممارسة التزلج على
الثلج وقزف كرات الثلج وصنع تماثيل ثلجية.ولم تنقطع زيارات توما ونينورتا للفتاة
الغريبة زالين.وأصبحت زالين صديقة أطفال القرية وتزورعائلة توما ونينورتا وتتناول
وجبات الطعام وشرب كأس من الكاكاوا في أيام البرد القارص.
وقبل حلول عطلة عيد الميلاد سألت نينورتا زالين غداً
سيكون اليوم الأخير للدراسة قبل بدأ العطلة,وقد وعدت بأنك سوف تزوري المدرسة مرة
من المرات فهذه مناسبة حلوة,سيكون يوم جميل .فتقول زالين لماذا تعتقدين بأنه سيكون
يوم جميل فترد نينورتا لأنه سيتم توزيع الهدايا على الأطفال المتفوقين.تفكر زالين
بعض من الوقت حسناً في أي ساعة سيكون توزيع الهدايا في العاشرة صباحاً.
عادت زالين إلى البيت وهي تفكر بالغد أنها لم تدخل
المدرسة من قبل ولا حتى زيارة عادية,وتفكر أكثر من ذلك بتوزيع الهدايا على
المتفوقين وتتسائل وغير المتفوقين على ماذا سيحصلون و عيد الميلاد بعد ثلاثة
أيام,أي فرحة سيكون للأطفال غير المتفوقين.وفي اليوم التالي تستيقظ زالين باكراً
تتدبر بعض الأمور وثم تذهب إلى المدرسة وكان الطلاب مجتمعون في باحة المدرسة
والمعلمون واقفون أمامهم مع المديرة.تقدمت زالين نحوهم سألتها المديرة هل أنت
طالبة جديدة ستبدأين الدراسة في المدرسة بعد عطلة عيد الميلاد.تجيب زالين لست
طالبة ولم أذهب إلى المدرسة من قبل أني أعرف كل شيء ولا حاجة لي للمدرسة قالت كل
هذا بدفعة واحدة بدون إنقطاع.سألتها المديرة إذا هل يمكنك أن تحسبي عدد أرتال عدد
الطلاب في كل رتل وما هو مجموع الطلاب الواقفين أمامك؟ نظرت إليها زالين فرأت على
ملامح وجهها التكبر فقالت لها قبل أن أجيبك على سوءلك ! عليك أن تجيب على سوءالي
وقالت لها هل بإمكانك أن تحسبي لي مجموع النجوم في السماء ؟ سُمعت بعض الضحكات من
بين صفوف الطلاب فنظرت إليها المديرة بغضب وقالت إذهبي من هنا !وقفت زالين بصمت خلف صفوب الطلاب الواقفين في باحة المدرسة
تنتظر إنهاء حفل توزيع الجوائزعلى المتفوقين,وخطاب المديرة عن إنتهاء الفصل الأول
للعام الدراسي الحالي.وبما أنه لم يكن الجميع متفوقين في الدراسة فلم يحصلوا كل
طالب على هدايا فصاحت زالين من خلف صفوف الطلاب بصوت عال هذا شيء غير عادل غير
عادل!
فنادت الطلاب تعالوا إلي جميعكم ستحصلون على الهدايا
اللازمة لكم.كانت زالين قبل الذهاب إلى المدرسة قد تسوقت من حانوت البلدة الكثير
من الهدايا وملئت جيوبها بالقطع المعدنية الذهبية لتقديمها للأطفال الفقراء.وزعت
الهدايا والنقود على الأطفال حسب حاجاتهم وفرح الأطفال كثيراً بالهدايا والنقود
وعاد الجميع إلى بيوتهم مسرورين. وأصبحت زالين صديقة لكل أطفال البلدة.اصبحت زالين
منذ ذلك اليوم يدعونها" زالين المحبوبة".
Jamil Hanna
Kommentarer
Skicka en kommentar